تجمع "ترمسه".. بين آمال السكان وشبح التفكك

تجمع "ترمسه".. بين آمال السكان وشبح التفكك

أنشئ تجمع "ترمسه" سنة 2011، كمحاولة من السلطات تشجيع المواطنين على التجمع، وذلك في محاولة منها للقضاء على ظاهرة التقري العشوائي، الظاهرة التي أصبحت عائقا  ـ حسب رأي السلطات ـ أمام توفير الخدمات الأساسية للسكان في القرى والبوادي.

وقد وضع حجر الأساس لبدأ تنفيذ الأشعال في تجمع "ترمسه" المكون من 22 قرية تابعة لبلدية تمزين بمقاطعة كوبني بولاية الحوض العربي سنة 2011، من طرف رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، وقد تعهد الرئيس لسكان التجمع في المضي قدما حتى تتحقق كل آمالهم في ولوج الخدمات الضرورية السكن حسب قولهم.
العطش شبح تفكك..
ويقول أحمد ولد أحمد كيحل أحد وجهاء التجمع إن أكبر مشكلة يعاني منها سكان "ترمسه" هي العطش، حيث أن الآبار التي وجدت كانت مياهها غير صالحة للشرب بفعل ملوحتها، وقد قام عدد من سكان التجمع بالإعتصام بمدينة لعيون عاصمة ولاية الحوض الغربي سنة 2012، مطالبين بحل مشكل المياه في التجمع، إلا أن الحلول التي أتخذت حينها  ـ يقول الرجل ـ لم تكن كافة ، حيث أن البئر الذي وجدت مياهه صالحة للشرب لا يسد حاجة التجمع المتزايدة على الماء، الأمر الذي يضطرنا في بعض الأحيان ـ يقول ولد أحمد كيحل ـ إلى شراء قنينة 20ليتر من الماء "جركان" بـ 50 أوقية في الفصول الحارة كفصل الصيف، وفي أحايين أخرى إلى جلب المياه من القرى والآبار المجاورة للتجمع، وهو ما يجعل التجمع ـ يقول الرجل ـ طارد للسكان.
وأضاف ولد أحمد كيحل أنه يخشى من تفكك التجمع إذا استمر الحال على ما هو عليه، من العطش بالإضافة إلى التأخر "الممل" من طرف السلطات العمومية على رأسها محمد ولد عبد العزيز عن تدشين المرافق العمومية للتجمع، مما يجعل سكان التجمع يطرحون احتمال عدم استمراره، الأمر الذي يفسر ظاهرة انتشار البنايات التي يسهل استئصالها كالأعرشة )لمبرات( في تجمع "ترمسه"، أمور من بين أخرى ـ يقول أحد وجهاء القرية ـ تبقي ترمسه معرضة للتفكك ما لم يتغير الوضع خصوصا أن سكانه لا تزال بناياتهم في قراهم الأصلية على حالها مما يجعل سناريو عودتهم إلى هذه القرى إحتمالا يبقى قائم في ظل استمرار الوضع الصعب هذا حسب قوله.
مرافق مشيدة من دون فائدة..
ويقول البكاي ولد بليلي أحد شباب ترمسه إنهم لم يفهموا سبب تشيد هذه المرافق  ما دامت لا تقدم أي خدمة، حيث أن مستشفى التجمع الذي هو من فيئة [أ] لا يوجد به إلا ممرض واحد، حيث كان من المفترض أن يكون له طاقم طبي متكامل، إذ أن بنايته وأجنحته هي بقدر مستشفى كوبني، مما يعني أنه يستحق أكثر من طبيب واحد بالتأكيد حسب قوله.
ويقول ولد بليلي إن الممرض الوحيد في التجمع يعجز في الكثير من الأحيان وخاصة في موسم انتشار حمى الملاريا عن تلبية حاجة سكان التجمع في المجال الصحي، مما يضطر السكان يتنقلون إلى كوبني ولعيون من أجل العلاج، الأمر الذي يجعلنا نتسائل عن جدوائية تشيد هذا المستشفى الكبير نسبيا.
هذا بالإضافة إلى وجود مرافق عمومية أخرى من دون أي فائدة على السكان، من هذه المرافق السوق الذي تمت الأشغال فيه قبل نهاية 2013، إلا أنه ما يزال مغلقا ولا ندري إلى متى حسب قوله.
مستجير من الرمضاء بالنار..
ويقول محمد فال ولد أحمد أحد وجهاء التجمع إن الهدف من تكوينهم لهذا التجمع هو من اجل ولوجهم للخدمات الضرورية للسكن من ماء وكهرباء وغير ذلك من موقومات الحياة، وأن ما تلقوه من مصاعب ومشاكل في التجمع من العطش بالإضافة إلى السرقة التي اصبحت هاجا لدى سكان التجمع، مع أن في التجمع بناية مخصصة لفرقة الدرك في "ترمسه"، أمور من بين آخرى تجعلنا ـ يقول ولد احمد ـ نعيد النظر في قرار استمرارنا هنا، إذا ما قارنا المشاكل التي كنا نعاني منها بما أصبحنا نعيشه اليوم، وخاصة مع انعدام اي بوادر في الأفق لحل هذه المشاكل، إذ أن الملل من طول الإنتظار هو سيد الموقف هنا في ترمسه حسب قوله.
ونطالب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ـ من هذا المنبر ـ أن يحل جميع مشاكلنا وخاصة مشكل العطش قبل الإنتخابات المقبلة، وأن يفي بتعهداته لنا وأن يكمل المشوار حتى تتحقق كل آمالنا حيث يقول المثل الحساني [ألي أنصب عيش ما يقلب إدام]، حسب قول الرجل.
بقلم: فتاح الدي

يتم التشغيل بواسطة Blogger.