ذكرى وفات المغفور له محمد ولد السالك

ذكرى وفات المغفور له محمد ولد السالك


في مثل هذا اليوم 13 من مايو سنة 2010 رحل عن دنيانا المغفور له محمد ولد السالك، وهي فرصة سانحة لنخلد ذكراه العطرة بحروف من شذى أخلاقه الخالدة، فقد ولد المرحوم في مدينة لعيون، وتلقى بها تعليمه حتى حصل على شهادة الباكلوريا، ثم التحق بجامعة انواكشوط؛ قسم الاقتصاد وقد درس فيها سنتين.

 ثم دعاه داعي الوطن، فلبى دعوته ليلتحق بالمدرسة العسكرية بأطار، فتدرب هناك على الدفاع عن الوطن الذي خالط شغاف قلبه، ثم عاد إلى العاصمة، لينضم إلى الركب الميامين في كتيبة المدرعات، وبعد فترة أصبح قائد السرية الأولى فيها، والتي كانت تتميز بالحضور والأولوية في كل المجالات، ثم حصل رحمة الله عليه على شهادة المظليين من جامعة سومير في فرنسا، و قد عرف رحمه الله في مسيرته العسكرية النظيفة بالشجاعة والقوة والحزم ، فقد كان قائدا فريدا من نوعه، جمع بين القوة والعطف، وبين الشجاعة واللطف، كان صادقا في قوله وفعله، وقد حظي بثقة الجميع، ولم تلهه العسكرية عن اهتمامته الثقافية، فقد ألف كتابا في فترته الأولى اطلق عليه الرعيل الأول في العمليات العسكرية، وطبعه علي حسابه، كما ترك كتابا يتحدث فيه عن مرحلة انقلاب 2003 وعن  ميلاد تنظيم فرسان التغيير، وسيصدر قريبا بحول الله،

وقد شارك مع بعض الأوفياء الغيوريين على وطنهم في تلك المحاولة التي يري البعض أنها فشلت، ويرى هو وغيره أنها نجحت في هز أركان نظام كانت حتى فكرة ازاحته لاتخطر علي بال أحد، فهز هو ورفاقه الأحرار القفل الصدء فجاء الفتح.

رحمة الله عليك يابن السالك، فقد رحلت عن دنيانا سريعا، فقد قدر لك أن يكون عمرك  قصيرا لكنه كان عريضا، فقد عشت بالمحبة والرضا والصدق، فكنت نعم الابن لوالديه ، ونعم الأخ لأخواته ،ونعم الرفيق ..

لقد رحلت عنا سريعا ..

أيها الراحل العظيم!! إن الذكريات  هي هويتنا الأخرى التي تخفي حقيقتنا عن الآخرين.أكبر فاجعة عندما يدخل المرء معركة النسيان فيكتشف أن حواسه خانته، نحن لانستطيع إلا أن نحول الحب إلى حزن كبير، أعرف أن مثلك سيبقى في ذاكرتنا لأن كل شي يذكر بك، حتى أزمات بلادي تذكر بك وبأملك في حلها حينها.

كيف لا نتذكرك وأنت هنا في كل ماحولنا، كم تمنيت أن أهدي لك مع هذه الذكري كتابك، لكن قريبا سأفعل أيها الفقيد الحبيب.

يقيدني مجتمعي!

يكبلني بأن لاتكتبي!

أتذكرك وأنا وحدي، أنتظرك وأعرف أنك لن تعود، ـبحث عنك في الوجوه الباسمة الراضية.

أجلس في صمت!! والهدوء يملأ المكان، بدونك صار الوقت بطيئا، يسير بثقل عجيب، دوما أنا مستيقظة أنتظرك مع العلم أنك لن تاتي، انتظر أن ياتني صوت أن أطفئي المصباح، أطفات النور، وحاولت فهم الوضع أو بالأحرى تقبله، حاولت إقناع نفسي بأنك رحلت، وبأن مكانك سيبقي فارغا، علمت بأننا لن نتشاجر مجددا، ولن نتحدث قبل النوم مجددا، ولن تهدئني عندما يتملكني الخوف من ان تتركني،لاني عجزت ان امنحك الطفل الذي كنت تتمانه مني اشتقت إليك كثيرا، واكتشفت أنك كنت بجانبي دوما، دون أن أشعر بأنك بهذا القرب، لم أعرف مدى حاجتي لك إلا بعد رحيلك، هكذا نحن البشر لانشعر بقيمة الاشياء إلا بفقدها، اليوم لم يعد معي سوي طيفك الذي لا يغيب، وبعض الصور من كل فترات حياتنا معا.

اعذروني هناك أشخاص لديهم القدرة العجيبة على إخفاء مشاعرهم، ويسيطرون على أنفسهم فلا يظهرون إلا ما يريدون، وهناك أشخاص تسيطر عليهم مشاعرهم فلايستطيعون إخفاء ما يشعرون به.

رحمك الله أيها الفقيد الحبيب العزيز، أيها الرجل حقا، أيها البطل حقا، أيها الإنسان حقا.أحببت دائما أن ترتبط الأشياء المهمة في حياتي بتاريخ ما، ولكن كل تاريخ يذكر بك. مثلك لا ينسى ولا يغيب. أنت رائد العزة والكبرياء، أنت كما قال ابن رازقه:نقيب نسينا كل شيء لرزئه تذكرنا كل آن مناقبهنم في جِنان الخلد، فإنك لم تغب يوما عن جَنان من أحبك وعرفك..

يتم التشغيل بواسطة Blogger.