نساء من الدويراره يدعون الحزب الحاكم للحوار

نساء من الدويراره يدعون الحزب الحاكم للحوار

تسعى الصحافة إلى إنارة الرأي العام بالحقائق وإيضاح الصورة وهذا من أهم مرتكزاتها إذ يبذلون جهدا مضنيا للمقارنة ومقاربة القضايا لسبر أغوار الحقيقة توخيا للمهنية والموضوعية في نقل وإبلاغ الخبر وبالتالي التحليل المحايد والمنصف.




      هذا وقد ظهر أمام صحافتنا الرسمية والمستقلة في لقاء تلفيزيوني ولأول مرة البارحة 09/05/12 شخصية اعتبارية محاطة بالكثير من معاونيها وهنا نشيد بالدور الذي قام به تقي الله الأدهم وكان دورا مضاعفا من سعيه إلى دعوة شخصية من هذا الحجم للحديث عن قضايا تهم الرأي العام إضافة إلى إدارته المميزة للحوار والأسئلة الأكاديمية التي حفرت صلب الموضوع وأتاحت فرصة لتنوير المشاهد حول قضايا تفيد الجميع كل من باب تخصصه كما تجدر الإشادة بالأسئلة المهنية التي تقدم بها  عمر والذي طرح السؤال الذي خطف أضواء الحلقة وهو حول قضية نساء أدويرارة اللاتي رابطن ما يناهز سنة أمام الرئاسة وكان سؤال غير متوقع وحمل إحراجا ربما.

إلا أن بقية المقابلة شهدت طرح الإشكاليات الهيكلية للمشهد السياسي الموريتاني بصفة عامة وشملت القضايا الإقليمية وغيرها.

       إلا أن عدم حصول المشاهد على أجوبة شافية حول مختلف القضايا التي طرحت وعدم إيضاح بعض الأجوبة الأخرى والتهرب من بعض الأسئلة أو التبرء منها لم يمنع المشاهد من متعة الأسئلة والإشكاليات بصفة عامة (لمذرذرة ، نساء ادويرارة ، برام ،الحوار مع المعارضة، تمويل الحزب الحاكم....) إلا أن ما نود التنبيه إليه في معرض جوابه حول قضية لافتات نساء أدويرارة أمام الرئاسة لم يقدم جوابا صادقا ولا مقنعا إذ أن القضية لا تخص ضريبة مسؤولية فكم من مسؤول في هذا الوطن لم يدفع ضريبة لمسؤوليته أو التعين الذي حصل عليه من وزاراء أو رئيس وزاراء أو رؤساء أحزاب فلماذا هو بالذات؟ إضافة إلى أن قوله لا علم لي بها ينكره العقل السليم فكيف بقضية هو عنوانها لا يعلمها قد علمها القاصي والداني ونقشت على مستوى البرلمان وسلم ملفها في لعيون من امرأة يدا بيد إلى رئيس الجمهورية عند المنصبة عند تدشينه للجامعة الإسلامية في لعيون كما تثبت كل الوفد الذي قدم مع الرئيس والجمهور بصفة عامة من قراءة ورؤية ما يزيد على عشرين لافتة من مطار لعيون إلى المنصة مرفوعة على امتداد الطريق  بأيادي النساء والرجال ويشهد على ذلك الوفد الكريم الذي حضر عملية التدشين بمن في ذلك من العلماء.

      أضف إلى ذلك أن هذه المظلمة تعتبر من أثبت المظالم التي عرضت أمام الرئاسة لفترة تناهز السنة كتبت عنها الصحافة ولم يعد مقنعا قول قائل أنه لا علم له بها.

      في معرض جوابه دائما ذكر أن من بين الصحافة المستقلة من تطوع في البحث في القضية ولم يجد شيئ وهذا ما لم يقع ولا ندري عن أية صحافة يتحدث من باب أحرى عن البحث الذي ذكر أن الدولة قامت به حول القضية فهل هو يعني دولة الكامرون أم الأرجنتين إذ أن دولة موريتانيا أو غيرها من غير المنطقي أن تقوم بتحقيق حول قضية لم تتصل بكل الأطراف وتسمع منهم وخصوصا الشاكي في القضية أو ربما تم التحقيق معه هو وحده دون خصومه اللاتي يرفعن اللافتات أو من يمثلهن.

      إن للقضية جوانب أخرى تحتاج أكثر من تحقيق فالذي يعرفه الجميع وتعرف عليه وعايشه ها هو يتم نفيه أمام الرأي العام وقد شهد الجميع برفع هذه اللافتات بما يناهز السنة وهذا يعني أن وراءها ظلما لا يزال ينتظر إنصافا وتحقيقا موضوعيا ومحايدا، وما خفي أعظم.

      إن الجميع يعلم بهذه المظلمة إلا أن ما لا يعلمه الجميع هو ما جنت هذه المظلمة من تقطيع صلة رحم وقربى وزرع كراهية و إلحاق أذى شمل النساء ورجال سخرت له وسائل الدولة وساهمت محكمة لعيون الابتدائية في إلحاق تهم لا صحة لها و كيفت لذلك و هنا ندعو إلى التحقيق في الموضوع  وهذا شملت الأحكام  تسعة وثلاثين شخصا حكم عليهم ب بالسجن أو الأبعاد والرقابة القضائية والغرامة وما يترتب قبل ذلك وبعده من زعزعة حرية وتنكيل يشهد به نسوة أدويرارة ورجالها على حد سواء و يمكن بكل سهولة اللقاء بالضحايا والتحقيق معهم، وقد وصلت إلى الرئاسة أسمائهم وما تعرضواا له في تقرير مفصل هذا بخصوص لعيون وأدويراره.


 أما الجزء الثاني من المسلسل فقد بدأ هنا في انواكشوط بتمزيق اللافتات المذكورة هذه على مرأى ومسمع من الجميع وتدخلت الحرس الرئاسي اليوم الأول من تمزيق اللافتات ليحيل البلطجية الذين قاموا بتمزيق اللافتات إلى شرطة تفرغ زينة التي أطلقت سراحهم في نفس اليوم ليلا و واصلت الشرطة فيما بعد المداومة على نزع اللافتات و منع النسوة من رفعهن من جديد بحجة أن النيابة أمرت بذلك و أعلمت النسوة أن جهات عليا تمنع رفع اللافتات من جديد وهكذا اختفت اللافتات بإصرار من الشرطة و وكيل الجمهورية.


     وهنا يطرح السؤال هل إن هذا الأمر ارتجالي قامت به جهات خاصة ؟ أم أن رئيس الجمهورية على علم به؟ فلا نحسبه أبدا على علم بأن مساحة الحرية التي كان يخصصها لعرض المظالم قد تم تحريمها على نسوة أدويرارة بالخصوص! أضف إلى ذلك أن كل الذين يفترض أنهم قد يتبنون فكرة مواصلة رفع اللافتات تم خلق ملفات جانبية لتوريطهم وتقديمهم بل حجزهم عند الشرطة للمسائلة في شكايات كيدية حتى لا تجد اللافتات من يتابع قضيتها وتكون في عداد المنسيات.

    تعاون في هذا الملف جهات في العدالة وأحيلت الشكايات من طرف النيابة إلى شرطة لكصر التي استجوبت ما يناهز عشرة أشخاص من ضمن خمس أسر شكلت صورة قد تكتمل قريبا عن الذي اختلفوا في الرأي السياسي وخالفوا رأي مرشح رئيس الحزب الحاكم وابن خاله الذي خسر في انتخابات بلدية أدويرارة سنة 2007.

      إن هذا الملف في بعض جوانبه اجتماعي وسياسي يحمل ثأرا وتصفية حسابات كان من الأجدر على الذين خلقوه وأشرفوا عليه أن يكونوا رياضيين في فهم الانتخاب وتقبل النتائج.إن أية مجموعة تتوقع من مثقفيها، أو الأطر الذين يحسبون عليها تأطيرها وجلب التنمية إليها لا أن تكلها إلى الحساسيات والصراعات وهنا تدعوا النسوة رئيس الحزب الحاكم إلى الحوار وما يتوقع منه هو تلبية الدعوة لا التهرب من موضوع هو عنوانه كما أن هذا الحوار لا شروط له ويخص جميع القضايا باستثناء الدستور ساعتها سترجع المعارضة إلى رشدها وستقبل الحوار في اليوم الموالي كما ستتدفق الأموال من المناضلين تطوعا لا جباية.

إن الحوار والتحقيق الموضوعي والمحايد هما سر حل جميع القضايا المستعصية وخصوصا هذه القضية.

      إن الفبركة لا تمحو الحقائق والاستحواذ والنفوذ لا يؤسس التاريخ كما أن الالتفاف على المظالم لا ينسيها إن الذاكرة الشعبية لا تساهم في المشهد ولكنها تحفظه.

نســاء من أدويــرارة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.