محظرة أم لحياظ.. صرح علمي يواصل العطاء رغم قسوة الظروف

محظرة أم لحياظ.. صرح علمي يواصل العطاء رغم قسوة الظروف

في جلسة معه يحكي لنا العالم والفقيه وشيخ محظرة قرية أم لحياظ  سيداتي ولد الوادني ـ أطال الله في عمره ـ عن محظرة القرية التي يعود ستأسيها إلى والده العلامة الجليل محمد المختار ولد الوداني الملقب ”الدي“ في النصف الأول من القرن العشرين.


ويقول العالم والفقيه سيداتي إن المحظرة ظلت جامعة متنقلة بتنقل المخيم ” لفريك“ الذي يعيش فيه شيخها العلامة محمد المختار ولد الوداني حتى توفي رحمه الله منتصف القرن الماضي، وقد تخرج على يده الكثير من حفظة كتاب الله والفقهاء والنحاة..

محظرة مهاجرة..
ويرجع تأسيس المحظرة في الحوض إلى ما بعد وصول شيخها العلامة محمد المختار ولد الواني قادما من ولاية تكانت ”مسقط رأسه “، أثناء الهجرات التي شهدتها تكانت بداية القرن العشرين بفعل سنوات الجفاف التي ضربت منطقة تكانت أنذاك.

وقد تخرج العلامة على يد شيوخ محاظر منطقة ”كصر البركة“ بولاية تكانت، وهي من أقدم المحاظر في مورتانيا، إلا أن سنوات الجفاف التي عرفتها المنطقة إضطرت الكثير من المجموعات إلى الهجرة نحو منطقة الحوض بما في ذلك شيخنا العلامة محمد المختار ولد الواني.

وفي منطقة الحوض الغربي استقر العلامة محمد المختار مؤسسا محظرته ومكونا من أتباععه وتلاميذ المحظرة مجموعة كبير من الناس هز ما يعرف ملحيا ” لفريك“ تنتقل من مكان لأخر بقيادة شيخ المحظرة.

شيوخ عدة ومنهل واحد..
بعد وفاة مؤسس المحظرة العلامة الجليل محمد المختار ولد الوداني، منتصف القرن العشرين في المنطقة الشرقية من الحوض الغربي المعروفة محليا ”أنتفار القامس“  شمال شرق مدينة لعيون، قام إبنه الأكبر الفقيه محمد فال بتولي التدريس في المحظرة لمدة لم تطل حيث إنتقل إلى الرفيق الأعلى رحمه الله، ليتولى التريس بعده الأخ الأصغر منه الفقيه الداه ولد محمد المختار وقد دام تدريسه في المحظرة أكثر من عشرين سنة حتى توفي رحمه الله في تسعينيات القرن الماضي بقرية أكدرنيت حيث يوجد ضريحه الآن.

وبعد وفاة شيخ المحظرة الفقيه والحافظ لكتاب الله ”الداه ولد محمد المختار تولى التدريس فيها الفقيه  سيداتي ولد محمد المختار، الذي وطنها بقرية أم لحياظ  حيث كان من الرجال الأوائل الذين أسسوا القرية بداية الستينيات من القرن المنصرم.

وقد كان للمحظرة حضور كبير في الساحة العلمية بمنطقة الحوض الغربي وخاصة المنطقة الشرقية منه، حيث يعتبر شيخها الفقيه سيداتي ولد الوادني أحد اكبر الفقهاء في المنطقة، إذ أنه يعد إحدى المرجعيات لعلم الفرائض ”التريكة “.

محظرة من دون مأوى..
إلا ان المحظرة شهدت خلال السنوات الأخيرة تراجعا عن ما كانت عليه بسبب غياب شيخها الفقيه سيداتي ولد الوادني بفعل المرض والضعف شفهاه الله بفضل، حيث قام عدة شيوخ بالتدريس فيها، إلا أن عدم وجود مسكن الطلاب ومكان للشيخ المحظرة، أمور من بين أخرى يقول سيداتي ما زالت تأرقنا حتى الآن، حيث أن الموجود منها الآن لا يكفي ولا يفي بالبقرض، إذ أن المسجد الذي كان يأوي المحظرة قد سقد بفعل الأمطار منذ أكثر من سنتين، و المصلى ”العريش “ الذي نصلي فيه الآن لا يقي شيخ المحظرة ولا تلاميذها حر الصيف الشديدولا برد الشتاء القارس، مما أضطرنا ـ يضيف الفقيه ـ إلى نقلها إلى أحد منازل الحي مؤقتا إلى ان ندبر لنبني مكانا خاصا لها.

ويقول شيخ المحظرة الحالي إنهم يضطرون في الاوقات الصعبة كأوقات المطر وغير ذلك إلى ترك التدريس بسبب عدم وجود مكان يأوى تلاميذ المحظرة في مثل هكذا ظروف، وفي بعض الأحيان يستمر الحال هكذا حتى عدة أيام بسبب مثل هذه الاحوال.

طلب جديد قديم..
ويقول الفقيه سيداتي ولد الواني إنهم كما تقدموا بعدة طلبات إلى وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي لبناء مسجد  حي ”متيوه “بأم لحياظ ومكان لمحظرة القرية، وتقدموا بمثل هذه الطلبات لرئيس الجمهورية اليسد محمد ولد عبد العزيز خلال زيارات سابقة له بالمنطفة، ولم يجدوا لذلك أي نتيجة حت اللحطة، فإنهم يتقدمون الآن من جديد بنفس الطلب إلى جميع المحسنين في الوطن وخارجه لبناء مسجد الحي الذي سقط بفعل الأمطار منذ أكثر من سنتين، مذكرا بما أعد الله لمن بنا مسجدا يعبد فيه الله.   


يتم التشغيل بواسطة Blogger.