أطر لعيون.. منت حمادي في سطور

أطر لعيون.. منت حمادي في سطور

في نهاية العشرية الأولى من الاستقلال وتحديدا سنة 1967 رأت النور امّاتي بنت حمادي لبيت متوسط الحال في مدينة لعيون ذات الطابع الموريتاني الأصيل. وفي حضن والد كان من أبرز المدرسين في المنطقة وعرف بشخصيته القوية والمستقلة، تشربت بنت حمادي وهي صبية بقيم احترام العلم والطموح واستقلال الشخصية.

ورغم الطابع المحافظ الذي اكتنف نشأتها الأولى إلا أنها تلقت أيضا وهي بنت عائلة سياسية- جرعة كبيرة من العصامية وقيم الثورة على التقاليد المكبلة لدور المرأة وآمنت منذ الصغر بأن للمرأة الموريتانية مهمة جليلة يمكن أن تلعبها لصالح التنمية وتسيير الشأن العام.

بعد دراسة تقليدية وفرها جو البيت والكتّاب، التحقت بالتعليم النظامي لتحصل على الباكالوريا العلمية من ثانوية البنين في انواكشوط سنة 85 وهي بالكاد ذات ثمانية عشر ربيعا وهو إنجاز قياسي لفتاة في هذا العمر في ذلك الوقت.

درست الاقتصاد في جامعة انواكشوط والتي توجت دراستها فيها بشهادة المتريز سنة 90. ولم تضيع وقتا بعد التخرج بل التحقت بعالم العمل إطارا في القسم المالي ببلدية نواكشوط حيث تدرجت في العمل حتى تم تكليفها بملف العلاقات الخارجية بين 1997 و1999.

وخلال هذه الحقبة راكمت تجربة في التسيير والعلاقات الخارجية وخبرت عن قرب بلدية انواكشوط التي ستتحول لاحقا إلى تكتل من تسع بلديات باسم مجموعة نواكشوط الحضرية التي رشح حزب الاتحاد من اجل الجمهورية بنت حمادي لمنصب رئاستها وفازت بأغلبية كبيرة فيه.

وترشحت آماتي أيضا من بلدية لكصر التي تسكنها أسرتها منذ السبعينات .
تقلبت لاحقا في عدة مناصب حيث عملت مراقبة بمحكمة الحسابات كأول قاضية مدققة حسابات موريتانية وأسهمت من موقعها في محاربة ظاهرة الفساد.

ومن موقعها في إدارة المنافسة ومكافحة الغش بوزارة التجارة سهرت على مدى عامين (2006-2008) على حماية الصحة العمومية عبر حملات تفتيش وإتلاف للمواد الغذائية والطبية المنتهية الصلاحية، ونسجت علاقات داخل المجتمع المدني المهتم بالصحة العمومية وحماية المستهلك.

كما عملت في 2009 مديرة مساعدة لـ"سونيمكس" ثم مفوضة مساعدة للاستثمار وهو المنصب الذي انتقلت منه إلى أكبر تحد مهني حتى الآن في مسارها لتصبح وزيرة للشغل وتدير بجدارة وتوازن ملفا مليئا بالتعقيدات. فرغم تعدد الإضرابات والاحتجاجات النقابية حافظت بنت حمادي على مبدإ الحوار وظلت تحظى باحترام ممثلي العمال بما في ذلك الأشد معارضة لسياساتها.

وأشرفت بنت حمادي على تنفيذ توجهات رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز التي تمثلت –من بين إجراءات أخرى- في زيادتين على الرواتب ورفع الحد الأدنى للأجور ووضع نظام لتطبيق الضرائب تصاعديا مما ساعد ذوي الرواتب الدنيا ومحدودي الدخل.

وكانت في كل مراحل تقلدها المسؤولية مطلعة علي ملفات قطاعها وواعية بحجم المسؤولية ، قريبة من العاملين معها منصتة لهم ، ونموذجا للمراة الموريتانية التي تدخل المعترك السياسي والوظيفي محافظة علي قيمها وأخلاقها وقربها من الجميع.

وعلى المستوى السياسي كانت بنت حمادي من أبرز الداعمين لبرنامج رئيس الجمهورية وشغلت حتى الآن منصب عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية واضطلعت بمهام قيادية في لجانه وبعثاته المختلفة.

وتطمح بنت حمادي التي آمنت بأن للمرأة الموريتانية دورا فعالا يجب أن تلعبه في التنمية والشأن العام إلى النجاح في قيادة المجموعة الخضرية لكي تواصل من بوابة العمل البلدي الذي خبرته من قبل العمل في إطار التوجهات الكبرى لبرنامج الرئيس الرامية إلى النهوض بموريتانيا على كافة الأصعدة. ويعتبر ترشيحها من قبل حزب الاتحاد من اجل الجمهورية لرئاسة مجموعة نواكشوط الحضرية ترجمة لرؤية سياسية للاهتمام بالمرأة حسب المصدر.
الشهادات:
ـ 1886 ـ 1985 شهادة البكالوريا العلمية (ثانوية الينين ـ نواكشوط).
ـ 1988 ـ 1987 شهادة الدراسات العامة في الاقتصاد (جامعة نواكشوط).
ـ 1990 ـ 1989 شهادة المتريز في الإقتصاد العام (جامعة نواكشوط).
ـ 2003 ـ 2003 السلك الدولي بالمدرسة الوطنية للإدارة (باريس ـ فرنسا).
الخبرات والمهنية:
ـ 1997 ـ 1999 رئيسة مصلحة العلاقات الخارجية ببلدية نواكشوط
ـ عضو بمحكمة الحسابات 1999.
ـ عضو بمجلس السياسات النقدية بالبنك المركزي الموريتاني 2006.
ـ مديرة المنافسة وحماية المستهلك ومكافحة  الغش (وزارة التجارة والصناعة) 2006 ـ 2008.
ـ المديرة العامة المساعدة لشركة سونمكس 2008 ـ 2009.
ـ مفوضة ترقية الاستثمار 2009 ـ 2010.
ـ وزيرة الوظيفة العمومية والعمل وعصرنة الإدارة  2010 ـ2014.   
ـ رئيسة مجموعة نواكشوط الحضرية الآن.


يتم التشغيل بواسطة Blogger.