جامعة العلوم بلعيون تحتضن ندوة عن الصورة قراءاتها وتأثيرها

جامعة العلوم بلعيون تحتضن ندوة عن الصورة قراءاتها وتأثيرها

 احتضنت أمس قاعة المحاضرات بجامعة العلوم الاسلامية ندوة علمية عن الصورة  في الإعلام وفي الشعر  بمشاركة متخصصين  في هذا المجال. وتضمنت الندوة ثلاثة محاور : الصورة التلفزيونية مقاربة التعريف والتأثير ، الصورة الصحفية القراءة والتأويل ثم الصورة الشعرية وأثرها في المعنى .

افتتحت الندوة  بمقدمة من رئيس الجلسة د. أحمد محمود ولد أفاه تحدث فيها عن سيطرة الصورة على المشهد الإعلامي التقليدي والحديث وعن أهميتها في الخطاب الاعلامي مذكرا بالقول المأثور بأن صورة واحدة تفضل ألف كلمة .
وفي مداخلته عن الصورة التلفزيونية وتعريفها أكد د.سيدي ولد السباعي  أن تعريف الصورة يطرح  اليوم العديد من الإشكالات المنهجية والابستمولوجية ، لأنها أصبحت عابرة للتخصصات  والحقول المعرفية ، إبتداء من التحديد الأيتمولوجي الذي يحيل للشكل والهيئة والخيال وحتي السحر  ومرورا بالتعريف الفيزيائي والتقني الذي يختزلها في كونها عبارة عن ملايين النقاط الضوئية أو البكسلات . وقال المتدخل إن الفلسفة بدورها حاولت أن تقارب مفهوم الصورة image بإرجاعها لكلمة icon اليونانية التي تشير للتشابه والمحاكاة  وتعرض في هذا الصدد لآراء أرسطو وافلاطون و رجيس دوبريه خاصة في مؤلفه الشهير "حياة الصورة وموتها" .ثم أشار الى  أن الدرس السميولوجي يتعاطي مع الصورة كعلامة أو كنص بصري يتميز بتعدد المعنى والدلالة  ليخلص في نفس السياق الى أن الصورة التلفزيونية هي نظام من المعاني والدلالات الرمزية تتم قراءتها من خلال مستويات متعددة ذكر منها الفيلسوف الفرنسي (رولان بارت) مستوى التعيين ومستوى التضمين. وتتخذ الرموز تمظهرات مختلفة من خلال الاسماء والألوان وأحجام اللقطات واللباس والحركة والاستعارات وغيرها.وكلها تؤدي للتأثير المطلوب من غرس للأفكار والاتجاهات والتأثير في الوعي والعقيدة واللغة وكل الآثار التي نلمسها اليوم مع الصورة العولمية.
في المحور الثاني من الندوة تحدث د.يعقوب ولد محمد الأمين عن الصورة الصحفية  كرسالة  تقدم مشمولات إخبارية  لها أثر قوي في المستوى التداولي الاتصالي وذكر أن هناك العديد من العناصر المؤثرة في قراءة الصورة الصحفية  ومن أبرزها: التأثيرات الخادعة كمَنتجة الصورة وتركيبها رقميا من أجل التأثير على المتلقي ومغالطته ، وضعية الصورة التي تحيل للمعني المقصود ، موضوع الصورة وجاذبيتها ، البناء ، الجمالية وغيرها .وذكر المتدخل أن هدف الصورة الصحفية علاوة عن التأثيث البصري والتبولوجي ،هو بالأساس التأثير الإخباري أو السيكولوجي أو الجمالي أو التأثير الشعبوي أو كل هذه التأثيرات مجتمعة .
في محور الصورة الشعرية ابرز د.أبوبكر ولد أحميًد أن الشعر العربي غني بالدلالات والصور الجمالية  التي تتمنع أحيانا على الفهم أو التأويل والإفتضاض  وحدد في بداية مداخلته مفهوم الصورة في العمل الأدبي  والشعري خاصة ، مقدما نماذج لقراءات لهذه الصورة ، كما هو الشأن بالنسبة للنابغة الذي قدم في سوق عكاظ حكما نقديا فاضل فيه بين شعر الأعشى والخنساء وحسان مبينا في نظرة نقدية فاحصة أجزاء  الصورة الشعرية وأبعادها التداولية، ثم تطرق الى مدرسة الصناعة الشعرية ممثلا بقصائد الحوليات لزهير ابن أبي سلمى التي قال عنها الحطيئة "خير الشعر الحولي المحكك"
واعتبر ولد أحميد ان المعتزلي بشر بن المعتمر هو أول من تنبه من النقاد العرب القدامى الى النظم ، وقال قولته المتداولة " إياك والتوعر فإن التوعر يسلمك الى التعقيد والتعقيد هو الذي يستهلك معانيك ويشين ألفاظك".
أما الصورة في النقد الحديث ـ حسب المتدخل ـ فقد اتسع مجال التحدث عنها ولم يقف عند الألوان البلاغية من تشبيه ومجاز واستعارة بل تحدث النقد عن الظلال والألوان التي جلبتها افكار الشاعر ومشاعره.
في تدخلات الأساتذة وتعقيباتهم طرحت مجموعة من الافكار عن سبق الكلمة على الصورة في الكتب المقدسة ، وعولمة الصورة والصورة في الاستشارات والعلاج النفسي  مما يغذي الانطباع بأن عصرنا أصبح عصر صعود الصورة وانهيار الكلمة على حد توصيف الناقد الاعلامي متشل استفنس.

يتم التشغيل بواسطة Blogger.