لعيون...جوهرة الصحراء المنسية

لعيون...جوهرة الصحراء المنسية


 










 
 تعتبر ولاية الحوض الغرب من أهم ولايات الوطن , فهي تتمتع بموقع جغرافي فريد من نوعه حيث تحدها من الشمال تكانت ومن الشرق الحوض الشرقي ومن الغرب لعصابة ومن الجنوب مالي، وبالتالي تربط بين ثلاث ولايات وطنية وتعتبر نافذة علي الدولة المالية.


وتقع عاصمة الولاية لعيون علي بعد 813 كلم من نواكشوط  و167 كلم من انيور المدينة المالية و280 كلم من النعمة وهي مدينة تجارية في اتساع دائم  وتحضر كبير، وهي تحتوي علي مناظر طبيعية جميلة تسحر الزوار بجمالها الأخاذ ومناظرها الجذابة مثل جبال (كليب انيمش, وتمبمب والمخركات....) التي يتردد عليها سنويا الكثير من السياح  يطوون المسافات الطويلة لا لشئ سواء ليحتضنوا بحضنها الدافئ ويتنفسون  نسيمها العليل .

 وهي تحتوي علي عدة فنادق تتوفر غلي وسائل الراحة والاستجمام واحمل نافيها أنها مبنية من الحجارة المصنعة محليا والناظر إليها يظل شاخصا في جمالها المتنوع وإبداع مصمميها .

بالإضافة إلي بعض المدن الأثرية في الولايات (اودغست ) التي كانت مدينة مزدهرة أيام مملكة غانا وجاء إليها المرابطين  1054 م ومدينة لعيون كانت من بين المدن المطروحة لتكون عاصمة لموريتانيا لولا تحالف بعض النخب السياسية والمستعمر.

أما من حيث عدد السكان فحسب إحصائيات 2006 بلغ 212156 نسمة موزعين علي مساحة قدرها 53000كلم مربع أما الكثافة السكانية 4نسمة للكلم المربع .
كل هذه المعطيات إن دلت علي شيئ  فإنما تدل علي أن ولاية الحوض الغربي تتمتع  بموقع استراتيجي يمكن أن يؤهلها لإستراتيجية تنموية فريدة من نوعها , سواء كانت هذه التنمية الاقتصادية أو اجتماعية وثقافية.

وتعتبر التنمية الحيوانية من أهم ركائز اقتصاد البلد و بالإضافة إلي الاكتفاء الذاتي الذي توفره للمنطقة فإنها تزود العاصمة بما تحتاجه من الحيوانات.
كما أن التجارة تقوم بدور لا بائس به فهناك بعض المقاولات التجارية التي تقوم بدور حيوي سواء في توفير حاجيات المنطقة أو توفير اليد العاملة ، بالإضافة إلي حركة رؤساء الأموال داخل الولاية وعائدات النشاط التجاري الخاص من الضرائب إلي خزينة الدولة ,بالإضافة الي حركة رؤؤس الأموال التجارية عبر الحدود المالية التي تعتبر من بين الموارد المهمة للخزينة العامة عن طريق الضرائب الجمركية من مختلف أنواعها .
ورغم أن الطبيعة تقسو علي الزراعة إلا أنها لم تكن غائبة نتيجة لوعي سكان المنطقة بأهمية الزراعة وتعتمد هذه الزراعة أساسا علي الخضروات مثل مزارع ادويرارة  وهي توفر لاكتفاء الذاتي للمنطقة.

ومن خلال البنية الديمغرافية للسكان نلاحظ  أنها تتوفر علي 212156 نسمة في مساحة قدرها 53000كلم مربع حيث أن المساحة تمثل 5.5 % من مجموع مساحة الوطن والساكنة تمثل 9% من العدد الإجمالي للسكان الوطن وهذه النسبة بإمكانها أن تحدث نقلة نوعية في المنطقة إذا وجدت الأرضية المناسبة لذالك .
أما المستوي المعيشي للساكنة فهو بحاجة الي مبادرات  حكومية تنطلق من تشخيص علني وواقعي للمشاكل التي تعاني منها المنطقة والتي نرى أنها بالإضافة الي الترقية الصحية وإصلاح التعليم ومشكل المياه الذي يقف عائقا أمام مشاركة السكان المحلين في التنمية المحلية..
 الآن الكثير من القرى التابعة  لها لا تتوفر علي حنفيات  ومن بينها علي سبيل المثال قرية اكدرنيت التي تتعتبر بحاجة ماسة هي وغيرها من المدن الي التدخل من طرف الجهات المعنية لأنها تقع بين مطرقة الجفاف وسندان العطش فأين ممثلينا في البرلمان وهل بلغو عن هذه المنطقة ؟

أما على المستوي الثقافي فلا أحد يشكك في أن مقاطعة لعيون حاملة للواء الثقافي حيث أنها ورثت  من المستعمر ثانوية خرجت علي مدار نصف قرن الكثير من الأطر والمثقفين وحملت الشهادات ومنهم من وصل مناصب عالية في الدولة ومنهم من التحق بالتدريس في الجامعات  ومنهم من قام بأدوار أخري.

 وبذلك استحقت أن تتفتح فيها ثاني جامعة رسمية في الوطن وأول جامعة إسلامية في البلد والتي تفتح آفاقا جديدة في النمو الذي سيحصل علي مستوي مكونات  الطلب المختلفة (الإنفاق الاستهلاك الخاص ,أو الإنفاق الاستهلاك العام) بالإضافة إلي الاستثمارات العامة والخاصة كما أن إقامة المباني والتجهيزات مما يترتب عليه انتعاش اقتصاد ملموس لآن ارتفاع مستوي الطلب الكلي سيترتب عليه تلقائيا نمو الإنتاج المحلي ونمو الإنتاج يساعد في توظيف الكثير من اليد العاملة حسب طبيعة المهمة ومتطلبات المهمة ومتطلبات الخدمة.
ورغم كل ما سبق  هناك شبح طالما أرق الكثير من سكان المنطقة وكل من يحمل علي عاتقه همها ومشاكلها  .
شبح فتاك يهلك الحرث والنسل ويعيث في الأرض فسادا إنه شبح الجفاف الذي بدأت ملامحه تظهر للعيان، ومع ذلك تغض الجهات المعنية الطرف ولا تحرك ساكنا.
أحمد ولد المامي
باحث السلك الثالث

يتم التشغيل بواسطة Blogger.